الاثنين، 30 مايو 2016


هكذا يودع العظماء الحياة ...رسالة الروائي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز



هذا النص القصير الذي كتبه ألمع كتاب أمريكا اللاتينية والحائز على نوبل عن روايته مئة عام من العزلة ، مؤثر جداً وغني بالعبر والدروس ...
من على فراش المرض يقول ماركيز :
* لو شاء الله أن يهبني شيئاً من حياة أخرى ، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي ، ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله ...
* سأمنح الأشياء قيمتها ، لا لما تمثله ، بل لما تعنيه ...
* سأنام قليلاً ، وأحلم كثيراً ، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور ...
* سوف أسير فيما يتوقف الآخرون ، وسأصحو فيما الكلّ نيام ...
* لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى ، فسأرتدي ملابس بسيطة واستلقي على الأرض ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً ...
* سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا ، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق ...
* للطفل سوف أعطي الأجنحة ، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده ...
* وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان ...
* لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر ... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن تسلقه ...
* تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على أصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني انه أمسك بها إلى الأبد ...
* تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف ...
* تعلمت منكم أشياء كثيرة ... لكن ، قلة منها ستفيدني ، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة ...
* قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه ...
* لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك ...
* لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت ، بخجل ، انك تعرفين ذلك ...
* هناك دوماً يوم الغد ، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل ، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير ، أحب أن أقول كم أحبك ، وأنني لن أنساك أبداً ...
* لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن ... ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم ... فلا تنتظر أكثر ، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة ، أو عناق ، أو قبلة ، أو أنك كنت مشغولاً ... كي ترسل لهم أمنية أخيرة ...
* حافظ بقربك على من تحب ، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم ، أحببهم واعتني بهم ، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل : أفهمك ، سامحني ، من فضلك ، شكراً ، وكل كلمات الحب التي تعرفها ..
* لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار ، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها ، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمين لديك ...
Haut du formulaire

الثلاثاء، 12 يوليو 2011


واحة الشعر في الكرم



قال حاتم الطائي:
أماوى إن المال غاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماوى إني لا أقول لسائل
إذا جاء يوماً: حل في ما لنا نذر
أماوى إما مانع فمبين
وإما عطاء لا ينهنهه الزجر
أماوى ما يغنى الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
أماوى إن يصبح صداي بقفرة
من الأرض لا ماء لدي ولا خمر
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني
وأن يدي مما بخلت به صفر
وقد علم الأقوام لو أن حاتما
أراد ثراء المال كان له وفر
قال كلثوم بن عمرو التغلبي من شعراء الدولة العباسية:
 إن الكريم ليخفى عنك عسرته



حتى تراه غنياً وهو مجهود

وللبخيل على أمواله علل

زرق العيون عليها أوجه سود

إذا تكرمت عن بذل القليل ولم

تقدر على سعة لم يظهر الجود

بث النوال ولا تمنعك قلته

فكل ما سد فقراً فهو محمود 

 

الخميس، 16 يونيو 2011

زين العابدين إبن علي إبن الحسين إبن علي بن أبي طالب ..                             رضي الله عنهم أجمعين .. 

ليس الغريب غريب الشام واليمن       إن الغريب غريب اللحد والكفن

إن الغريب له حق لغربته              على المقيمين في الأوطان والسكن

سفري بعيد وزادي لن يبلغني        وقوتي ضعفت والموت يطلبني

ولي بقايا ذنوب لست أعلمها          الله يعلمها في السر والعلن

ما أحلم الله عني حيث أمهلني        وقد تماديت في ذنبي ويسترني

تمر ساعات أيامي بلا ندم           ولا بكاء ولا خوف ولا حزن

أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا      على المعاصي وعين الله تنظرني

يا زلة كتبت في غفلة ذهبت            ياحسرة بقيت في القلب تحرقني

دعني أنوح على نفسي وأندبها         وأقطع الدهر بالتذكير والحزن

كأنني بين تلك الأهل منطرحا         على الفراش وأيديهم تقلبني

وقد أتوا بطبيب كي يعالجني             ولم أرى الطب هذا اليوم ينفعني

واشتد نزعي وصار الموت يجذبها      من كل عرق بلا رفق ولا هون

واستخرج الروح مني في تغرغرها      وصار ريقي مريرا حين غرغرني

وغمضوني وراح الكل وانصرفوا         بعد اليأس وجدوا في شرا الكفن

وقام من كان حب الناس في عجل          نحو المغسل يأتيني يغسلني

وقال يا قوم نبغي غاسلا حذقا            حرا أريبا لبيبا عارفا فطن

فجاءني رجل منهم فجردني             من الثياب وأعراني وأفردني

وأودعوني على الألواح منطرحا      وصار فوقي خرير الماء ينظفني

وأسكب الماء من فوقي وغسلني      غسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن

وألبسوني ثيابا لا كمام لها             وصار زادي حنوطي حين حنطني


وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا       على رحيل بلا زاد يبلغني

وحملوني على الأكتاف أربعة       من الرجال وخلفي من يشيعني

وقدموني إلى المحراب وانصرفوا   خلف الإمام فصلى ثم ودعني

صلوا علي صلاة لا ركوع لها      ولا سجود لعل الله يرحمني

وأنزلوني إلى قبري على مهل      وقدموا واحدا منهم يلحدني

وكشف الثوب عن وجهي لينظرني    وأسكب الدمع من عينيه أغرقني

فقام محترما بالعزم مشتملا           وصفف اللبن من فوقي وفارقني

وقال هلوا عليه الترب واغتنموا     حسن الثواب من الرحمن ذي المنن

في ظلمة القبر لا أم هناك            ولا أب شفيق ولا أخ يؤنسني

فريد .. وحيد القبر، يا أسفا         على الفراق بلا عمل يزودني

وهالني صورة في العين          إذ نظرت من هول مطلع ما قد كان أدهشني

من منكر ونكير ما أقول         لهم قد هالني أمرهم جدا فأفزعني

وأقعدوني وجدوا في                سؤالهم مالي سواك إلهي من يخلصني

فامنن علي بعفو منك يا أملي         فإنني موثق بالذنب مرتهن

تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا     وصار وزري على ظهري فأثقلني

واستبدلت زوجتي بعلا               لها بدلي وحكمته في الأموال والسكن

وصيرت ولدي عبدا ليخدمها       وصار مالي لهم حلا بلا ثمن

فلا تغرنك الدنيا وزينتها         وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن

وانظر إلى من حوى الدنيا       بأجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفن

خذ القناعة من دنياك وارض بها         لو لم يكن لك إلا راحة البدن

يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا     يا زارع الشر موقوف على الوهن


يا نفس كفي عن العصيان         واكتسبي فعلا جميلا لعل الله يرحمني

يا نفس ويحك توبي واعملي      حسنا عسى تجازين بعد الموت بالحسن

ثم الصلاة على المختار سيدنا     ما وضأ البرق في شام وفي يمن

والحمد لله ممسينا ومصبحنا        بالخير والعفو والإحسان والمنن