السبت، 13 مارس 2010

الفشل طريق النجاح
هل تخشى الفشل وترهب الإخفاق وتتحاشى تجارب قد لا تستطيع أن توفق فيها؟؟ إن كانت إجابتك " نعم " فلديك ثمة مشكلة ، وأغلب الظن أنك لن تستطيع تحقيق أحلامك !! فالفشل هو جناح النجاح ، وروحه ، وجوهر وجوده ، ولن ترى ناجحاً في الحياة لم يسقط يوماً أو يكبو وأتحدى أن يتجرأ أحد على سنن الله في الكون ويفخر بأن التوفيق لازمه على طول الخط .
فالفشل هو صقل لتجارب الواحد منا ، وإصلاح لمنحنى حياتنا ولبنة في صرح نجاحنا ، يُعرف رئيس الوزراء البريطاني السابق " ونستون تشرشل النجاح تعريفاً جميلاً فيقول :
النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماستك ،وكأنه جعل من الفشل أصلاً من أصول النجاح لا يتم إلا به... ولا يكون إلا بتذوقه
لكن هل معنى هذا أن نرضى بالفشل ونستكين له ؟!
بالطبع لا ، وليس هذا مربط فرسنا ،بل هو أبعد ما يكون عما نريد ، فما أريده منك أن تؤمن بشيء في غاية الأهمية ... هو أن الفشل وارد جداً ، ما دمت قد قررت أن تصنع شيئاً ، والإخفاق قريب من الشخص الذي ينشد التغيير.
والرد المناسب على الفشل هو النجاح الكاسح ، والتعامل الأمثل مع الإخفاق يكون بتكرار التجربة ، وإعادة الكرة ، ودراسة أسباب الإخفاق للتغلب عليه
كثيرا من الناس أقعدتهم التجارب الفاشلة ، نالوا حظهم من الإخفاق فأغلقوا باب التجربة والعمل ، وهؤلاء ـــ لا غير ـــ هم الفاشلون ، مع أن منهم من كان قريباً جداً من النجاح حينما قرر التوقف والاستسلام للفشل !! نعم .... كثيراً من البشر يتوقفون ليجنوا مرارة الفشل ولا يدركون كم كانوا قريبين لو تسلحوا بالصبروالعزيمة من النجاح والتفوق .
ما الذي علينا فعله عندما نخفق ؟؟
إليك هذه النقاط العملية التي تساعدك حينما تتعثر أو تكبو ذات مرة :
الفشل لا يعنى أنك إنسان فاشل
طبيعي أن تحزن عند الفشل ، وتتألم من الإخفاق ،لكن من المهم جداً ألا تدع المشاعر السلبية تسيطر عليك وتضيق الخناق حول عنقك ، من الأهمية بمكان التفريق بين محاسبة النفس لتتعلم من الخطأ ، وبين جلد الذات والإنغماس التام في تأنيب النفس وتوعدها ونعتها بالغباء وعدم الإدراك .
الفشل ليس معناه أنك غير قادر على فعلها
ليس معنى فشل زواجك أنك زوج فاشل ، ولن تستطيع النجاح مستقبلا في الزواج ، وليس الإخفاق في العمل مؤشراً على أنك إنسان لا تستحق هذا العمل وأنك يجب أن تبحث عن عمل غيره .. كلا .. الفشل في تجربة يجعلك أكثر وعياً عند تكرار التجربة نفسها ، ويقلل من نسبة وقوعك في الأخطاء السابقة ، بشرط أن تتعلم من أخطائك السابقة جيداً .
فرق بين الفشل في اختيار الطريق ، والفشل في اختيار الهدف
وذلك لأن كثيراً منا عندما يفشل في الوصول إلى غايته ، يبدأ في التشكيك في الغاية ، بالرغم من أن المشكلة كانت فقط في الطريق الذي سلكه ، وهذا اللبس هو أخطر ما يمكن أن يواجه المرء منا ، لأنه قد يدفعنا إلى إضاعة الكثير من عمرنا في التنقل من هدف لهدف ، ويجعلنا مشتتين في اختيار ما نريد ، متذرعين بأننا لا نعرف ماذا نريد ، بالرغم من كوننا فقط نحتاج أن نعرف طريقاً آخر يؤدي إلى ما نريده .
تأكد من أن الفشل لم يسرق منك عمرك
لا تبكى الأيام التي قضيتها في فعل شيء ما ، ثم لم يكتب لك فيها النجاح ، فالخبرات التي أضفتها إلى صندوق تجاربك ــ صدقني ــ لا تقدر بثمن، ثم إن الحياة ما هي إلا مجموعة تجارب ، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يحمسنا دائماً قائلاً :
" الأعمال بخواتيمها " ، والعبرة بالنهاية .
الفشل ليس معناه الفشل .. لا تتعجب
الفشل ليس معناه أنك قد حصلت على شهادة فاشل ، ولا تعنى أن العالم يوجه إليك أصابع الاتهام ، أو ينظر إليك بنظرة إستنكارية وريبة ، ليس معناه أنه قد كُتب عليك أن ترضى برداء الخزي ، وتقضى بقية عمرك في صفوف المثبطين الفاشلين ... كلا إنها تجربة ... وليست النتيجة النهائية ... موقعة وليست الحرب ، مرحلة وليست نهاية المطاف ، وصدقني ... أضواء النجاح لن تكون باهرة إن لم يسبقها شيء من ظلام الفشل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق